خزعبلات ونفاق عدنان عرعور وقضية السلاح في الجزائر


زار الشيخ عدنان الجزائر والأحزاب السياسية في نشوتها ، لا سيما ماكان منها ذا توجه إسلامي ، فكان له بعض الكلام الجيد في الموضوع ، الأمر الذي جعلني وبعض طلبة العلم نسر بذلك ، لكن سرعان ما تكدر سرورنا ببعض التصرفات ، منها أنه لفت انتباهي عدم رضى الشيخ عدنان عنا في ردودنا على جبهة الإنقاد يومها ، فكنا إذا فتحنا موضوع انتقادهم نرى على وجهه علامات الاستياء ، ولكنه لم يكن يصرح لنا بذلك ، وإنما يُعرِّض بنا فاتهمنا أنفسنا ، وحملنا الأمر على حسن الظن به .

والأمر الثاني : هو أننا شرحنا له قصة حمل السلاح في الجزائر من قبل المسمى مصطفى بو يعلي وجماعته ، فكان يحكي لنا أنه وقع في سوريا مثل ذلك ، وأنه استفتاه في تلك البلاد بعض من يسميهم ( مجاهدين !) في أنه هم بوضع السلاح ، فأخبره بعدم جواز ذلك ؛ لأن من فقه الشيخ عدنان أنه لايحل لمن حمل السلاح - ولو كان مخطئا ! – أن يتراجع ؛ فقد قال في محاضرة (( أهمية معرفة المنهاج وخطورة الخروج عنه )) : " إذا تمكن الناس من الجهاد في بلد ما فلا يحل لهم أن يتركوه أبدا ، ولو أخطأوا في البدء به !!".
قال هذا في الجزائر في الوقت الذي كانت تضطرب رُبُوعها بالفتن ، وهو يعلم أن جماعات فيها قد حملت السلاح باسم الجهاد !

الثالث : في الوقت الذي كان يشرح لنا – ظاهرا - أن جهاد أولئك السوريين خطأ ، فقد كان يحكي لنا من بطولاتهم قصصا عجيبة في مدح واغتباط !!

الرابع : أنه كان يتكلم بلسان سلفي في مساجد السلفيين ، فإذا خلا بغيرها لوى لسانه !!
وهذا كله تجاوزناه يومها ، إلى أن مرت السنوات ، فإذا بي أُفاجأُ بشريط له بعنوان (( معالم في المنهج )) رقم ( 3 ) ، فسمعت الشيخ عدنان يقول : " حزب من الأحزاب : الجبهة الإسلامية في الجزائر ، فيه عاقل يقف في وجهها ؟!لكن فيه ناس ينصحونها هذا الطريق ، انتبهوا ! احذروا ! احذروا ! لكن هل يوجد مسلم يجئ يقف في وجهها ؟! فإذا كانت خطأ في هذا السبيل ، ونحن مانراه ، لكن هل يجوز أن يأتي مسلم فيقف أمام حزب إسلامي ، ويكون هو مشغلة بينه وبين هذا الحزب ؟! فكل على شاكلته يعمل ؛ فهذا الجبهة ترى الوصول الآن السريع بدل ما يستلم الشيوعيون أو العلمانيون أو الجزْأريون ، أو إلى غير ذلك … !!! " .
قلت : ( الجزْأريون ) هو أحد حناحي الجبهة الإسلامية للإنقاذ ، فكيف جمعها الشيخ عدنان مع الشيوعيين والعمانيين الذين ينبغي أن يحاربوا ، وفي القوت نفسه يستغرب صنيع من يواجه الجبهة ؟!!
وعند سماعي لهذا الهذيان أيقنت أن الرجل لايستحق منا هذا النفس كله في تحسين الظن به ، والتغافل عن زلاته .

ثم تمر السنوات أيضا ويخبرنا بعض إخواننا الذين كانوا يناظرون بعض الجماعات المسلحة في الجزائر ، أن منهم من كانت تحدثه نفسه بالتوبة والإقلاع عن إراقة الدماء ، ولكن أصحابه يثبطونه عن ذلك بفتوى من الشيخ عدنان عرعور !!

ثم استمعت إلى حوار بينه وبين أحد إخواننا ، ألا وهو الشيخ العيد بن سعد شريفي ، والشريط معروف عند أهل الجزائر متداول باسم ( مكالمة هاتفية بين عدنان والعيد ) ، سأله هذا الأخير بصراحة محرجة : هل أفتيت الجماعة المسلحة بالجزائر بالبقاء على ما هي عليه ؟
فتلعثم .. ثم جحد حين تكلم ..!
ثم ألزمه السائل بكلامه المحفوظ عند الجماعة المسحلة ، فإذا بالشيخ عدنان يتذكر أمرا مهما عنده : فيقول هذه المكالمة الآن مسجلة ؟
فقيل له : نعم !
فجعل يلوذ بالفرار من الموضوع بإحياء موضوعات أخرى ، كموضوع التحزب والدعوة ، بل حتى موضوع تعدد الزوجات !
وجعل يمن على الدعوة الإسلامية بأنه كان في الجزائر ينهى عن التحزب والفتن(1) ، مع أن كلامه الذي نقلته عنه قريبا يناقضه ؛ لأنه لم يعتبر في العقلاء من يرد على جبهة الإنقاد : ذلك الحزب السياسي المعروف ، فكيف يكون الشيخ عدنان من العقلاء وقد كان يدر على جبهة الإنقاذ فيما زعم ؟!
فهو بين إحدى اثنتين :
- إما أن له مذهبا قديما ، كان يرى فيه الرد على جبهة الإنقاذ ، وذلك يوم أن اختلس عقله ، ومن كان كذلك فقد رفع القلم حتى يفيق !
ثم انتحل مذهبا جديدا ، ألا وهو مذهب ( العقلاء ! ) ، فمنعه ( عقله! ) من الرد عليهم ، لكن يشكل عليه أنه في هذا الوقت يتمدح بكونه كان يرد عليهم ، فبأي ( العدنانين ) نعتد ؟!!
-وإما أنه كاذب فيما ادعى ؛ لأنك تجده في مراكز السلفيين يرد على الحزبيين ، كما تجده في مراكز الحزبيين يرد على السلفيين ، وستراه إن شاء الله ، وحقيقة أمره أنه يؤيد المناهج الثورية ، لكن على تقية!!
إلا أن هذا ( الذكاء ! ) لم يفلته من القبضة ؛ لأن الذنب لا ينسى والديان لا يموت ، ففي الوقت الذي كان يطالبه فيه السائل بأن ينصح لهذه الجماعات بوضع السلام والدخول في السلم كان عدنان يرفض أن يقدم لهم النصح في ذلك ، يعني : مادمت تزعم أنك لم تتكلم بما نسب إليك ، فيسعك الآن أن تنصح لهم بخلاف ما نسب إليك !
بل كرر السائل عليه خبر أن الحكومة قد أمنت المقاتلين إن هم سلموا أنفسهم ، وبين له صدق ذلك في الواقع ، فاستمات الشيخ عدنان في إبائه ، على الرغم من معرفته بالسائل وثقته به !!
وأصرعلى التعمية إلى أن سل الله لسانه من جوفه ، فقال : " أنا قلت لهم : لاتبدؤهم بقتال!!! " .
وقد ظن أنه بهذا الجواب لم يقل شيئا ، فإذا فضيحة التي كان الشيخ عدنان يريد كتمانها ، ولكن الله أراد لها الظهور عن طريقه هو نفسه .
وقد قلت : هي فضحية ؛ لأنها تتضمن ثلاثة أمور :
الأول : البقاء في جبال الإرهاب : إرهاب المسلمين !
الثاني : المحافظة على السلاح !
الثالث : الإذن بالقتال ، إن هم قوتلوا !!
إذا ، فما نسب إلى الشيخ عدنان صدق لا كذب .
وكيف يجوز له أن يسوغ لهم مقابلة القتال بقتال ، وأصل حملهم للسلاح حرام ؟!
وهل يداوى خطأ حمل السلاح بأفظع منه ، ألا وهو استعمال السلاح واستحلال الأرواح المعصومة ؟!
وقد سبق أن نقلت أن القول بقتال السلطان دفاعا عن النفس هو مذهب بعض الخوراج ، والله المستعان .
يضاف إلى هذا أنه سئل في الجزائر بعد محاضرة (( قواعد معرفة الحق )) عن المظاهرات والمسيرات ، بعد أن ظهر من هذه المظاهرات والمسيرات شر كبير من دماء وتخريب وفرقة ، فقال : " في الأصل أن هذه المظاهرات والمسيرات ليست من دين الله في شيئ … " .
ثم نسخ هذا مباشرة بقوله : " لكن لاحظ المسألة ، أولا : أن هذا إذا كان عالما فاضلا راشدا ، ثم نظر مع الشورى ، فنظر في ( المصلحة والمفسدة ! ) ، ثم اتخذ أمره بهذا ،بالأمر ، فإن رأيت جواز ذلك فاخرج !! وإن رأيت عدم جواز هذا فلا تخرج ؛ لأنه ليس بلمزم !! لكن المسيرة إذا صحت - وانا لا أدري - إذا صحت ، أن المسيرة إذا صحت(2) ، فكانت مسيرة دعوية لا مسيرة سياسية !!! " .
فانظر إلى هذا الجواب ؛ هل تخرج منه بنتيجة ؟!
وهل هذا الجواب يخفف من شر المسيرات أو يزيدها؟!
وهل هذا الجواب يحسم مادة الحزبية أو يزيدها ؟!
والشيخ عدنان يعلم أن الحزبية الإسلامية اليوم تتحرق على هذه الوسائل المستوردة من الكفار و تفرط فيها !!
لم يهمنا كثيرا قوله : " لا أدري " لأنه لا عيب على من لا يدري ما طالبا للعلم ، لكن العين الأكبر أن يفتي في دين الله من لا يدري ، وشر من ذلك أن يفتي بفتوى ذات لسانين كما ترى !
وإن كان يرى أنه بهذا الجواب المعلق بجبال المكر والخديعة قد نال به حظوة عند حزب ( جبهة الإنقاذ ) ومن يسايرها من أصحاب الثورات ، وأنه – في المقابل – قد أبقى على الشعرة التي بينه وبين السلفيين ، فليعلم أن الله يغار على دينه من أن يتلاعب به المتشبهون بأهل الفتوى ؛ فيوشك أن يجعل حامدهم لهم ذاما ، فاتق الله ياعدنان ! وليكن جوابك تدينا ، لا تزينا ، قال الله عز وجل :  يحلفون بالله لكم ليرضونكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين  ] التوبة 62 [ .
ومن ذلك أنه سئل في الجزائر عن جماعات التكفير ، فأجاب ببرودة ، وسماهم إخوانا له ، وأمرهم فقط بأن يكونوا حكماء ، كما في آخر شريط " تفسير سورة محمد ( 1) " !
ومن ذلك إيجابه على مسلمي الجزائر التعاون مع الحزبيين ، وهذا لايحتاج إلى أن أحيل فيه على شريط ؛ لأنه في أكثر المحاضرات التي ألقاها في تلك البلاد ؟
ومن ذلك أيضا قوله : " وأن كل من يظلم المسلمين ، وكل من يعادي دين الإسلام ، وكل من لايقيم حكم الله عز وجل وجب عليه أن يتنحى بأي وسيلة هو يتنحى بها ، وإلا نحي إن وجد الرجال !!
ثمة سؤال : إذا قام مسلمون بانقلاب ، في بلد ما ، وأنت تقول : هذا لا يجوز ، فما عليهم ؟ أقول : وقد وقع الأمر وتم ، فوجب علينا دعمهم ونصرتهم ؛ فهم إخواننا وأحبابنا ، فإذا أخطؤوا في الطريق وقد وصلوا ، فالحمد لله الذي نجوا ، فيجب أن نتسارع ونتعاون سريعا لخلق هذا المجتمع المؤمن المسلم الذي لا يصلح بينه وبين حكومته اختلاف " ، من شريط ( براءة السلفيين من مطاعن المدخليين ( ( 1 /1 ) .
لقد جعل الشيح عدنان مستحقي الخروج من الحكام ثلاثة أصناف :
الأول : الظالمون .
الثاني : المعادون لدين الإسلام .
الثالث : الذين لا يقيمون حكم الله .
وأنت ترى – أخي القاريء ! – أن هذا الإطلاق خطورة ظاهرة ؛ لأنه مجرد ظلم ولي الأمر لا يخول لأحد الخروج عليه ؛ فقد روى البخاري ( 7054 ) ومسلم ( 1849 ) عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من رأي من أميره شيئا يكرهه ، فليصبر عليه ؛ فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات ، إلا مات ميتة جاهلية " .
وأنا أعلم أن الشيخ عدنان يستعمل هذا الأسلوب غير الدقيق ليضمن لنفسه المخارج عند المضايق ، فيقول هذا ليحمده الحركيون على أنه دعا بإطلاق للخروج ، وتكلم عن الحكم بغير ما أنزل الله على طريقتهم ؛ فلا ينفضوا عنه ، وإذا عارضه السلفيون بالاعتراض السابق سارع للقول : أنهم مترصدون ، ولايفهمون كلامي ؛ فإنني أقصد من الحكام من اجتمع فيه تلك الأوصاف كلها : ظلم ، ومعاداة للإسلام ، وحكم بغير ما أنزل الله !
وهذه الطريقة في التلبيس يعرفها كل من يعرف الشيخ عدنان ، ولي عليه من أمثالها ما يقارب كاتبا كاملا ، بل لقد كتبت فيه هو نفسه – هداه الله – كتابة ، فما شعرت إلا وهو مجلد ضخم ، وقد نظرت في فصوله ، فوجدت بين يدي فصلين هما أطول فصول الكتاب ، ألا وهما : فصل تلبيسات عدنان ، وفصل كذبات عدنان ، وذلك من كثرة ما عند الرجل من هذا النوع ، ثم لما رأيت طول الكتاب ، أعرضت عن ذلك كله ، واعتصرت منه هذا المختصر الذي بين يديك .
ومنذ لك أيضا قوله في شريط ( معالم في المنهج ) ( 3 ) : " إذا جماعة من الجماعات رفضت الانضمام للدولة الإسلامية ، فما على المسلمين إلا ان يذبحوهم ، حتى ولو يتموا بأطفالهم ، هم وأطفالهم بيحرقوهم ويبيدوهم !! " .
قلت : كيف تكون فرحة خوراج هذا الزمان وهو يسمعون هذا الكلام ؟! هذه هي حجة الغلاة من الخوارج عندنا بالضبط ، وهي حجة ابن الأزرق قديما !
ثم بين أنه ينبغي تعطيل الجهاد من أجل هذا ، فقال : " وهذه من أوجب الواجبات على الدولة الإسلامية ، قبل مقارعة الأعداء ، ولا يجوز للدولة الإسلامية أن تفتح الحصون ، وهناك حزب رافض البيعة ؛ اقتداء بقوله ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ) !! " .
ومن ذلك أن :
عدنان يبرر التكفير والتفجير :
بدأت فتنة الشيخ عدنان لما أخذ يجوب أمريكا وأوربا وغيرها بإثارة ردود على العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي ، وفرغ من عمره وعمر الدعوة سنتين صريحتين خالصتين لمثالب الشيخ ، لا سيما في شريط ( جلسة في الأندلس ) الذي أتى فيها بشريط للشيخ ، كان الشيخ ربيع يذكر فيه كلام زينب الغزالي في مدح سيد قطب ، ورد عليه فيه ، فقال عدنان : لماذا ينقم عليّ مدحي سيدا وقد فعل أكثر منه ؟! فقطع عدنان كلام الشيخ عن أوله ، وأسمعه الحضور على أساس أنه من كلام الشيخ ، فخرج الناس ناقمين على الشيخ ربيع ، وورط الشيخ محمدا المغراوي في غمز الشيخ ، مع أن صاحبه الحقيقي هو تلك المرأة !
وزعم الشيخ عدنان بفرنسا سنة ( 1420 هـ ) في شريط ( براءة السلفيين في الرد على المدخليين ) ( 2/2 ) ) أن هذا كان في مسجد الرضا بمنطقة الخرج ، مع أنه لا وجود لهذا المسجد بتلك المنطقة ، وإنما هو في جدة !
كما زعم فيه أن الشيخ ربيعا قال هذا الكلام في سيد قطب منذ سنتين ونصف تقريبا ، أي يعد أن عرف سيدا وحذر منه عاد ليثني عليه ، مع أن تاريخ الشريط الذي هو ( جلسة في مسجد الرضا ) كان قبل ذلك بتسع سنوات !!!
والحقيقة أنني استبنت وجهة هذا الرجل – بعد مبالغة في تحسين الظن به – عند استماعي لهذا الشريط ، وبان لي أنه آية في التلبيس !!
ومما قال في رحلته إلى أوربا ، كما في شريط ( براة السلفيين من مطاعن المدخليين ) ( 4/4 ) : " أسباب التطرف : ( بعض الشيوخ !! ) وبعض قوى الأمن في العالم الإسلامي بخاصة ؛ فإن كثيرا من الشيوخ لم يحسنوا التربية ، وإن كثيرا من قوى الأمن لم يحسنوا المعالجة ، نحن لانرى التكفير ، ولا نرى التطرف ، لكن ماذا ترون من شاب سجن في سجون عبدالناصر ، وقيدت يديه ( هكذا ) ، سجن وربط ، وربطت يداه ، وكبل ، ثم أطلق عليه كلب جائع ، ينهش من بدنه بالله عليكم : ماذا يقول هذا الشاب ؟ " .
ثم أجاب : " يكفّر ! ويُكفِّر ! ويُكفِّر ! ويُفجِّر ! ويُفجِّر ! ويُفجِّر !
هذه ما كانت معالجة ، هذه معالجة يهودية !
شاب أخطأ ، حتى ولو دخل في تنظيم سري ،وكان ينبغي على قوى الأمن أن تعالج هذه القضية ، لا ان تنتقم من هؤلاء الشباب ، فضلا عن الظلم الصريح الواضح في رد الشريعة ، في الكفر بالشريعة ، في كذا وكذا وكذا ..
عن الصد عن سبيل الله !!!
شاب دخل السجن ، عمره عشرون سنة ، ماذا تراه يفعل ؟!
فهذا هو من أسباب التطرف ، هذان السببان " .
قلت : كأن هؤلاء هم أول من يؤذى ، حتى يجابوا بهذا الجواب العاطفي !
إن هذا التحليل لا يزيد صاحب الفتن إلا رسوخا في الفتن ، وطمأنينة إلى الحلول الدموية ؛ ما دام يسند قضيته إلى هذا المحامي .
لقد شكى الصحابة إلى رسول الله ما كانوا يلقون من قريش ، فما كان جوابه ؟
روى البخاري ( 6943 ) عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَتِّ قَالَ : " شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ ،قُلْنَا لَهُ : أَلاتَسْتَنْصِرُ لَنَا ؟ أَلادْعُو اللَّهَ لَنَا ؟قَالَ :كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ ، فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ ! لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأمْرَ ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لاَيخَافُ ِلاَّ اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ " .
فانظر كم بين العلاجين : علاج عدنان ، وعلاج سيد وّلّدِ عدنان !
ومن ذلك أن :
عدنان يرفض تسمية البلدان المسلمة بمجتمعات إسلامية :
الشيخ عدنان معروف بدفاعه عن سيد قطب ، وكثرة استدلاله بكتبه ، ونظرة خاطفة تغنيك عن قيل وقالّ ؛ فلا يكاد الرجل يكتب بضع صفحات إلا استشهد بكلام سيد !
ولسيد قطب حكم خاص على المجتمعات الإسلامية ، وسوف أُجلي هذا في القسم الثاني من الكتاب إن شاء الله ، إلا أنني أكتفي هنا بنقل واحد عنه ، جعل سيد يعدد فيه المجتمعات الجاهلية ويحددها ، فكان مما قال في ( معالم في الطريق ) ( ص 101 - ط . دار الشروق 1407 هـ ) : " وأخيرا يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة !!! " .
فهل يقصد سيد أنها في منزلة بين المنزلتين : لا هي مسلمة ، ولا هي كافرة ؟ الجواب عند سيد نفسه ؛ حيث قال في ( ص 98 ) : " إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم " .
لقد تأثر الشيخ عدنان بهذا التكفير الصارخ حتى رفض تسمية البلدان المسلمة : مجتمعات إسلامية ، وهذا مما تشمئز منه له النفوس ، ومعلوم أن آل قطب هم الذين اشتهروا بذلك ، واستعاضوا منه اسم " مجتمعات جاهلية " كما مر ، وأما الشيخ عدنان فتسمع هذا بصوته في شريط ( رد الدكتور عبدالله الفارسي على رسالة عدنان عرعور ) ( 2 ) ، حيث قال : " ما كان ينبغي لك أن تقول أن ( هكذا ) المسلمين الآن – والله ّ – وصلوا ، ما قلت أنا ، أقول : المسلمون هؤلاء ما نكفرهم أعيانا ، لكن مجتمهاتهم هذه ليست مجتمعات إسلامية ، بدليل رفضهم للشريعة الإسلامية ، الآن ضربنا أمثلة كثيرة !!!
وأنا أعرف أنه قامت بعض الحكومات ، وتريد تطبيق الإسلام ، وعجزت عن ذلك ، لأن الشعب نفسه لا يرضى بهذا !! " .
لا تغتر بقوله : " لا نكفر الشعوب ! " ولا بقوله : " ما نكفرهم أعيانا " ؛ لأنه لا يغني عنه شيئا، وهو يرفض أن يسمى مجتماعتهم : مجتمعات إسلامية ، وقال : " نحن لا نكفر الشعوب ! لكن جاء هذا الاستعمار فظهر الكفر في الحكم ، ثم بعد ذلك تسلسل الكفر إلى الشعوب " المصدر السابق .
فتأمل إطلاقه الكفر على الحكام ؛ لتعلم سبب تعلق الجمعات التكفيرية التي ذكرتها في أول الرد عليه به ، ولا يخفى عليه أنه يلقي محاضرته هذه في أوساط تعج بالشباب المشبع بالتكفير !
وتأمل رميه الشعوب بالكفر ، ورميه لها برفض الشريعة ؛ تفهم رفضه لتسمية مجتمعاتهم بـ " الإسلامية " ، والأمر لله !
وأطلق الكفر على عموم الناس ، فقال : " بل – والله ! – إن بلادا كافرة عَبَرْتُ فيها أسهل مما عَبَرْتُ بعض البلاد الإسلامية ، من الذي صنع هذا ؟ نحن الذين سكتنا عن الطواغيت أول ما سكتنا ، ثم جر هذا الكفر إلى عموم الناس !! " ، وهذا من شريط مسجل في الجزائر في " تفسير بعض آيات الحجرات " وجه ( ب) .
وفي هذا الكلام تهييج واضح على الحكام ، وتكفير فاضح لعموم الأنام ، فلتقر أعين الحزبيين من السياسيين وكذا التكفيريين ، ولتثبت أقدامهم في ما هم فيه!
ويزيد في التهييج السابق المبني على التكفير الماحق ، فيقول : " كثير من الحكام أولئك الذين كفروا بدين الله ، وكفروا بالله العظيم ، كثير أولئك !
لكن هل شعبنا ، هل مجتمعنا هذا مجتمع مسلم ؟ فقط كفر حكامه فننقلب عليهم ؟!
فإن كانت المسألة كذلك فلا يجوز لك أن تنام الليلة إلا وتخرج على الحكام ، لكن شعبنا أو بعض شعبنا – حتى لا نتحسس ! – صاروا أفسد من حكامهم ، فما أنتم صانعون ؟
نعم ! لقد كان الواجب منذ دخول الاستعمار – على كافة أشكاله وألوانه-كان الواجب رده فورا، أن يقوم المسلمون قومة رجل واحد ، فيدفعوا هذا العدو اللدود عن ديارهم ، ولكن الله لم ينصرهم لأنهم خذلوه وأصاعوا دينهم ، فخذلهم الله وضيعهم ! " .
وتتفلت تقيته من تحت لسانه أحيانا ، فيأتي بمنكر القول في تكفير الشعب الباكستاني ؛ بسبب الانتخابات التي اغتر فيها بأصحاب الأموال كما يذكر هو ، ويقول كما في شريط له بعنوان ( ميزات الدعوة ) : " إن المسلمين في باكستان باعوا دينهم بخمس مائة رُبِية ، ونجحت بالأغلبية المطلقة كما تعلمون ، فأيُّ زعم لكم أن هذا مسلم ؟!!! " .
أمنزلة بين المنزلتين ؟
قال الشيخ عدنان صراحة في شريط ( ميزات الدعوة ) : " يقول قائل أنت حيرتنا ! لا تقول : نكفر هذا المجتمع ؟! و لانقول : مسلم ؟! " .
ثم أجاب بقوله : " إي نحن نقول : إنه مجتمع مسلم أفراده ! أما كمجتمع : ليس بمسلم ، كمجتمع ، كبيئة !!
أما كأفراد : نعم ! مسلمون ؛ لأننا لا نكفر الأفراد ؛ والدليل على ذلك أن هذا المجتمع كمجتمع ليس بمسلم !! " .
ثم ذكر دليله الغريب الذي جعله يوقف المسلمين في برزخ بين الكفر والإسلام كالمعتزلة ، فقال : " احسب نسبة المصلين فيه ! واحسب نسبة الكاسيات العاريات بين التقيات الورعات !!
واحسب نسبة الذين يتعاطون الخمر والربا والقمار !! " .
قلت : إذا فحساباته في رفض تسمية المجتمعات الإسلامية بـ ( الإسلامية ) تنطلق من كبائر الذنوب ، فهذا مذهب من ؟!
ومن غرائب التكفير أنه :
عدنان يكفر الأشاعرة :
قال في ( معالم في المنهج ) شريط ( 4 ) : " والله ! لو مت على عقيدة أبي لكنت كافرا ، وكان أبي يشهد الجماعة ، بل أهل البلد كلهم شهود بصلاحه رحمه الله ، ولو مت على عقيدته لكنت من الكافرين !!
قلت له مرة : أين الله ، وأنا صغير ؟
فقال : إن الله في الكون كالسمن في اللبن المخلوط !
هكذا سمع من مشايخه ، وهكذا تربى عليه ، وأما من قال – في اعتقادهم – أن الله فوق العرش فهو زنديق مجسم حاصر اله عز وجل في مكان " .
إن الشيخ عدنان يصرح بلا تحفظ بهذا الحكم الواضح في التكفير ، وقد قلت : إنه في الوقت الذي يزعم أنه يرد على جماعة التكفير ، يخوض لجة من التكفيروفق بساحلها جماعات التكفير ، وإنني لأعرف عنه من التكفير الغالي ما لم أسمعه عن أحد من غلاة هؤلاء !
ومن ذلك :
تعريف العبادة عند الشيخ عدنان :
استمعت إلى شريط للشيخ عدنان عرعور يفسر فيه " سورة الصافات " ألقاه في الجزائر ، فلما جاء إلى قول اله تعالى :  إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ  ] الصافات 4 [ ، أتى فيه بتفسير غريب للعبادة التي تخرج صاحبها من ملة الإسلام فقد قال : " من يدري ما معنى العبادة ؟ … " .
ثم أجاب بنفسه ، فقال : " فإذا أحببت شيئا أشد من حبك لله ، أو أحببته في معصية الله فقد عبدته !
الذل ، الخضوع ، الخوف ، الطاعة ، هذه العبادة : فإذا أطعت وخفت من غير الله في معصية الله !! " .
النقد:
1- ينبغي تذكر أن الشيخ عدنانا يتكلم هنا عن توحيد العبادة وما ينقضها .
2-ينبغي التنبه إلى أنه طَرَح سؤالا في تعريف العبادة ، ثم لم يعرفها ، وإنما هجم على تعريف ما ينقضها ، أي أنه ذكر ما يرتدُّ به المرء عن دين الإسلام ، و ( نسي ! ) أن يذكر ما يدخل به في دين الله ، مما يبين لك العقلية المستعجلة في تكفير الناس التي يؤصل لها المذهب الحروري !
3- الشيخ عدنان :" من أحب شيئا في معصية الله عابدا له !" فنسأله : هل يوجد في العصاة من لا يحب المعصية التي يرتكبها ؟!
4- وجعل أيضا من أطاع غير الله في معصية الله عابدا له !!
وكنت كتبت في المسودة أن الشيخ عدنان لم يسبق إلى هذا التعريف ، ثم
حذفته ؛ لأنني تذكرت أنه مسبوق إليه من قبل شيخه ، ألا وهو سيد قطب الذي يستميت عدنان في الدفاع عنه ، حتى قيل : إنه مجنون سيد !
قال هذا الأخير في ( ظلال القرآن ) ( 3 / 1198 ) : " إن من أطاع بشرا في شريعة من عند نفسه – ولو في جزئية صغيرة – فإنما هو مشرك ، وإن كان في الأصل مسلما ثم فعلها ، فإنما خرج بها من الإسلام إلى الشرك أيضا !!! " .
هذا الشيخ ! وذاك التلميذ !!
وإذا كان الشيخ يقول ما يشاء ؛ لأنه لم يشهد له إلا بعقيدة الخلف ، فأين سلفية اللتلميذ الذي ملأ الدنيا صخبا ؛ إثباتا لسلفيته بالقوة ، وإن كان السلف يرفضون هذه التعريفات الحرورية ؟!
وهاك التفصي السلفي لمسألة الطاعة ودلالتها على الشرك أو ما دونه :
قال ابن تيميَّة – رحمه الله – في ( فتاواه ) عند تفسير قوله تعالى :  اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ  ] التوبة 31[ ، بعد أن ساق بعض الآيات منها قوله ( 7 / 69 – 71 ) : " وقوله في سياق الآية :  إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ  ] الصافات 35 [ ، ولا ريب أنها تتناول الشركين الأصغر والأكبر ، وتتناول أيضا من استكبر عما أمره الله به من طاعته ؛ فإن ذلك من تحقيق قول لا إله إلا الله ، فإن الإله هو المستحق للعبادة ، فكلما يعبد به الله فهو من تمام تأله العباد له ، فمن استكبر عن بعض عبادته سامعا مطيعا في ذلك لغيره لم يحقق قول لا إله إلا الله في هذا المقام .
وهؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا ؛ حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحيرم ما أحل الله ، يكونون على وجهين :
أحدهما : أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل ، فيعتقدون تحليل ما حرم الله ، وتحريم ما أحل الله ؛ اتباعا لرؤسائهم ، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل ، فهذا كفر ، وقد جعله الله ورسوله شركا ، وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم ، فكان من اتبع غيره في خلاف الدين – مع علمه أنه خلاف الدين ، واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله - مشركا مثل هؤلاء .
والثاني : أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحلال وتحليل الحرام ثابتا ، لكنهم أطاعوهم في معصية الله ، كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاص ، فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب ، كماثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ( إنما الطاعة في المعروف )(3) ، وقال : ( على المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره ، ما لم يؤمر بمعصية )(4)، وقال : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )(5) ، وقال : ( من أمركم بمعصية الله فلا تطيعوه )(6) " .
5- وجعل أيضا من خاف غير الله في معيصة الله عابدا له !!
فهل يبقى – مع هذه التعريفات – مسلم على وجه الأرض ؟!
واعلم أن الخوف أربعة أقسام :
الأول : خوف السر ، وهو أن يخاف من غير الله أن يصيبه بما يشاء من مرض أو فقر أو قتل ونحو ذلك بقدرته ومشيئته ، ويتصور أن الميت أو الغائب المخوف يتبعه في سره وعلنه ، وهذا الخوف لا يجوز تعلقه بغير الله أصلا ؛ لأن هذا من لوازم الإلهية ، وهو الذي كان المشركون يعتقدونه في أصنامهم وآلهتهم ، ولهذا يخوفون بها أولياء الرحمن ، كما قال تعالى :  وَيُخَوفُونَكَ ك بالَّذِينَ مِن دُونِهِ  ] الزمر 36 [ .
وهذا الخوف لا يكون العبد مسلما إلا بإخلاصه لله تعالى وإفراده بذلك دون من سواه .
الثاني : أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بغير عذر إلا لخوف من الناس ، فهذا محرم ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لايمنعن أحكم هيبة الناس أن يقول في حق إذا رآه أو شهده أو سمعه " رواه أحمد ( 3 /5 ) ، وهو صحيح .
الثالث : خوف وعيد الله الذي توعد به العصاة ، وهو الذي قال الله فيه :  ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ  ] إبراهيم 14 [ ، وهذا الخوف من أعلى مراتب الإيمان .
الرابع : الخوف الطبيعي ، كالخوف من عدو وسبع وهدم وغرق ، فهذا لا يذم وهو الذي ذكره الله عن موسى عليه السلام في قوله :  فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقبْ  ] القصص 21 [ .
انتهي ملخصا من ( تيسير العزيز الحميد ) للشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ رحمه الله ( ص 484 - 486 ) .
فأنت ترى - أخي القاريء ! – أنه ليس كل خوف يخرج من الملة أو يدخل في عبادة غير الله ، والله ولي التوفيق .
وسؤال واحد نطرحه على الشيخ عدنان ليقاس عليه ، ألا وهو : ما حكم من ارتكب معصية وخاف في ذلك من أن يطلع عليها أبوه ؟ ما حكم امرأة تزني وهي خائفة في ذلك من غير الله ، أي من زوجها مثلا ؟
وماحكم من ارتكب حدا من حدود الله وهو خائف من السلطان ؟
وبهذا تدرك خطورة تعريف عدنان السابق للعبادة : " فإذا أطعت وخفت من غير الله في معصية الله !! "،وبه تعرف من أُتي في خروجه على هذه الأمة بمثل تلك الشذوذات .
ساق الله بعض الشباب الذين يعيشون في أوربا، فوجه أسئلة إلى الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن بعض قواعد عدنان، ومنها قاعدة " نصحح ولا نجرح "، فأجاب الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله بما يهدمها ويستأصل شأفتها.

وإليكم نص الأسئلة:

قال السائل:

1ـ ما قيل في أخطاء أهل البدع: " نصحح ولا نجرح ".

فأجاب الشيخ حفظه الله: هذا غلط بل نجرّح من عاند الحق.

2ـ " من حَكَمَ حُكِمَ عليه ".

فأجاب ـ حفظه الله: هذه قواعد مداهنة.

3ـ " لا علاقة للنية بالعمل لا من قريب ولا من بعيد ".

فأجاب ـ حفطه الله: هذا كذب، لقول النبي : (إنما الأعمال بالنيات).

4ـ " يشترط بعض الناس في جرح أهل البدع وغيرهم أن يثبت الجرح بأدلة قطعية الثبوت ".

فأجاب ـ حفظه الله: هذا ليس بصحيح.

5ـ " يشترط بعضهم في من يسمع من شخص خطأ أو وقف على أخطاء في كتاب أن يستفصل أو ينصح قبل أن يحكم، وقبل أن يبين هذه الأخطاء، وقال: من خالف هذا فقد اتصف بصفة من صفات المنافقين ".

فأجاب ـ حفظه الله: هذا غلط.

6ـ " أنه من العدل والإنصاف عند النصيحة والتحذير أن تذكر حسناتهم إلى جانب سيئاتهم ".

فأجاب ـ حفظه الله: أقول لك: لا، لا، لا، هذا غلط، اسمع يا رجل: في مقام الرد ما يحسن أني أذكر محاسن الرجل وأنا رادّ عليه، إذن ضَعُف ردّي.

قال السائل: حتى ولو كان من أهل السنة شيخنا؟

فأجاب ـ حفظه الله: من أهل السنة وغير أهل السنة، كيف أردّ وأروح أمدحه، هذا معقول؟!!!
انتهى كلامه حفظه الله(


من محركات اللبحث ومن موقع اليوتيوب


Bookmark and Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء ترك رسالتك وفق معاييرك التربوية