إذ لم تفعلوا شيئًا تجاه ما يحدث للأقباط في مصر سوف تدور الدائرة عليكم


تساؤلات عن صمت البابا شنودة على تصريحاته .. أسقف بالكنيسة للألمان: إذ لم تفعلوا شيئًا تجاه ما يحدث للأقباط في مصر سوف تدور الدائرة عليكم في يوم من الأيام

"إذا أغمضتم أعينكم، ولم تفعلوا شيئًا تجاه ما يحدث لنا في مصر الآن، فسوف يحدث لكم مثلها في وطنكم في يوم من الأيام"، هكذا يقوم الأنبا دميان، الأسقف العام لكنيسة الأقباط الأرثوذكس في ألمانيا بتحريض الحكومة الألمانية على التدخل في الشأن المصري بزعم حماية المسلمين من الاضطهاد.

ففي مقابلة مع محطة تلفزيونية ألمانية، حذر ممثل الكنيسة المصرية ألمانيا من أنه إذا لم تتدخل من أجل وقف ما يراه اضطهادا ضد الأقباط فإن الدائرة ستأتي عليها في يوم من الأيام وتتعرض لاضطهاد مماثل، على حد زعمه.

وأضاف قائلاً: "أؤكد لكم.. إذا أغمضتم أعينكم، وإذا لم تفعلوا شيئًا لما يحدث لنا في مصر الآن.. فسوف يحدث لكم في وطنكم يوما من الأيام.. وإذا لم تتعلموا من تاريخنا فقريبًا سوف يأتي عليكم الدور.. خذوا هذا على محمل الجد".

وعلى الرغم من أنه يصف نفسه بأنه ليس من دعاة الكراهية وأن له أصدقاء مسلمين لكنه يمضى في خطابه متحدثًا بقوله ".. يجب علينا أن نتعلم من ماضينا ففي يوم من الأيام كنا الأسياد في أرض آبائنا.. في وطننا اليوم نحن نكافح من أجل العيش والبقاء على قيد الحياة".

ولم يتوقف الأسقف العام لكنيسة الأقباط الأرثوذكس عند التحريض ضد مصر بذريعة اضطهاد الأقباط، بل مضى ليحذر من زيادة عدد المسلمين في ألمانيا الذين يشكلون وفق دراسة ميدانية جرت في عام 2009 ما يتراوح بين 3.8 و 4.3 ملايين نسمة، وهو ما يعادل 5% من تعداد سكان ألمانيا.

وتابع مخاطبًا الألمان: "فكروا في منحنى النمو وحده هو المؤشر فإذا استمررتم على هذا المنوال فستصبحون أقلية في وطنكم في يوم من الأيام ونحن نرى ما يفعله الإسلام عندما يكون الأغلبية وله السلطة وما يفعله عندما يكون هو الأقلية.. أحذركم: خذوا الوضع على محمل الجد.. تاريخي هو تاريخكم.. تاريخ مسيحيتي الماضي هو جذور مسيحيتكم تعلموا من تاريخنا تعلموا من وضعنا".

وتطرق الأنبا دميان إلى الخلاف التاريخي بين الرئيس الراحل أنور السادات والبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إذ يرجع جذور الأزمة بينهما على خلفية سماح الرئيس الراحل بحرية الحركة لـ "الإخوان المسلمين" في السنوات الأولى من فترة حكمه.

ويقول إن "السادات وضع خطة واضحة تقوم على الإفراج عن "الإخوان المسلمين" من السجون وكان يسميهم بأولاده، وأولاده هؤلاء هم من قاموا بقتله، وعندما حذره البابا شنودة من مغبة ذلك قام بنفيه وفرض عليه الإقامة الجبرية في الدير لمدة أربعة سنوات، وسحب القرار الرئاسي بتعينه بطريرك للأقباط وقام بتعيين خمسة أساقفة عوضًا عن منصب البابا ورأس الكنيسة".

ويتهم الأنبا دميان الرئيس السادات بأنه "كان له استراتيجية وحشية جدًا وعدوانية للغاية تجاهنا نحن المسيحيين"، وعلى الرغم من انحيازه إلى جانب المسيحيين والكنيسة على طول الخط إبان فترة حكمه الممتدة لنحو 30 عامًا إلا أنه يصف عصر الرئيس السابق حسني مبارك بأنه لم يكن أفضل من سلفه واتهمه باستغلال تعاطفه مع المسيحيين في ترسيخ قبضته على الحكم.

وأضاف: "كان بالرغم من هذا بالنسبة للبابا من العقلاء، كان يظهر أمام الرأي العام العالمي بأنه حامى الأقلية المسيحية، وأستطاع أن يُسَوِّق هذا حتى يُبَرر السماح له بالبقاء في الحكم وللحصول على تأيد العالم أجمع، وفعل هذا حتى وصلت سلسلة العنف المتتالية ضد الأقباط إلى درجة هائلة"، على حد تعبيره.

يقود الأنبا دميان، الأسقف العام لكنيسة الأقباط الأرثوذكس في ألمانيا، حملة تحريض ضد مصر في وسائل الإعلام الألمانية، داعيًا إلى تدخل دولي من أجل حماية المسيحيين في مصر، بعد أن بالغ في توصيف أجواء الاحتقان الطائفي الذي شهدته مصر مؤخرًا، حيث صور الوضع على أن هناك حربًا عرقية يقوم بها المسلمون ضد المسيحيين، زاعمًا تعرضهم لعمليات خطف وقتل واغتصاب بشكل يومي.

وكانت "المصريون" نشرت في عدد الثلاثاء الماضي مقتطفات من مقابلة الأنبا دميان التي زعم فيها أن أكثر من مائتي مسيحي مصري قتلوا وجرح مئات آخرين بعضهم جروحه خطيرة منذ مطلع العام الجاري، والادعاء باعتقال عدد كبير من المعتقلين الأقباط في السجون بدون "أي سبب وبدون حكم من المحكمة"، ومضى في مزاعمه ليتهم الجيش بقتل أعداد كبيرة من المسيحيين بواسطة أسلحة متطورة خلال الاعتصام الأخير بماسبيرو.

وعمل على التحريض بقوة ضد المسلمين والمساجد في مصر، وكأنها مكان يتم فيها تعبئة المسلمين لقتل المسيحيين، حيث يصف صلاة الجمعة بأنها "تعادل إعلان حرب"، ويزعم أن المسلمين الذين يصفهم بأنهم "إرهابيون ومجرمون يدخلون المساجد ويخرجون منها مشحونين بالكراهية لقتل المسيحيين"، وأنهم يقومون بهذا "لاعتقادهم الراسخ بأن هذا هو بالضبط ما يأمر به الإسلام"، على حد قوله.

ولم يتوقف في ترديد ادعاءاته عند هذا الحد، بل سعى لتشويه المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر للتشريع في مصر، بزعمه أنها تقوم على التمييز بين المسلم والمسيحي أمام القضاء، وأنها تنص على أنه "إذا كان المجرم مُسلِم والضحية مسيحي فلا يُعَاقَب المجرم"، مدعيًا أنه لهذا السبب لا يقوم القضاء في مصر بمعاقبة المسلمين، بزعم أن "القاضي لا يستطع أن يُخَالِف تعاليم القرآن أو الشريعة"، وقال إنهم لهذا "يستطيعون – أي المسلمين- فعل كل ما يشاءوا بنا".

ويضع تلك المزاعم في إطار محاولة لدفع المسيحيين للنزوح عن مصر، تطبيقًا لما قال إنها خطة وضعت في عام 1955 خلال مؤتمر إسلامي كبير بوجوب "تطهير منطقة البحر المتوسط من المسيحيين"، على حد زعمه، وقال إنه في الوقت الراهن يتم تنفيذ هذه الخطة بشكل منظم، فهو يدعي أنه يتم إكراه المسيحي على دخول الإسلام أو القتل، وفي أفضل الأحوال يسمح له بالعيش مع دفع الجزية التي ادعى أن مقدارها هو 75 في المائة من دخل كل فرد.




Bookmark and Share

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء ترك رسالتك وفق معاييرك التربوية