العامل البرتقالي، أو كما يُعرف بالإنجليزية بـ"Agent Orange"

 العامل البرتقالي، أو كما يُعرف بالإنجليزية بـ"Agent Orange"، هو اسم رمزي لمبيد أعشاب كيميائي ونزع ورق الشجر، ويعد واحدًا من أشهر مبيدات الأعشاب ضمن مجموعة تُعرف باسم "مبيدات قوس قزح". تم استخدامه بشكل واسع من قبل الجيش الأمريكي كجزء من برنامج "حرب مبيدات الأعشاب" أو عملية "رانش هاند" خلال حرب فيتنام بين عامي 1962 و1971.


يتكون العامل البرتقالي من خليط كيميائي متساوي النسب من مركبين: ثلاثي كلوروفينوكسي حمض الأسيتيك (2،4،5-T) وثنائي كلوروفينوكسي حمض الأسيتيك (2،4-D). تم تصنيع هذا الخليط لصالح وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من قبل شركتي "مونسانتو" و"داو كيميكال".

أحد المكونات الرئيسية في العامل البرتقالي هو مادة الديوكسين، والتي تُعتبر من أكثر المواد السامة من نوعها، وخاصةً "TCDD". تسبب التعرض لهذه المادة في مشاكل صحية خطيرة للأفراد المتعرضين لها ولأبنائهم، حيث تشير التقديرات الفيتنامية إلى أن حوالي 400,000 شخص قد لقوا حتفهم أو تعرضوا للتشويه بسبب العامل البرتقالي، بالإضافة إلى نصف مليون طفل وُلدوا بعيوب خلقية.

يُعتبر العامل البرتقالي من بين الأسباب التي تساهم في ظهور مرض باركنسون، كما يُعد أحد عوامل الخطر لمتلازمة خلل التنسج النقوي. وقد أعلنت الحكومة الفيتنامية أن ما يصل إلى أربعة ملايين شخص في فيتنام تعرضوا لهذه المبيدات، بينما يعاني حوالي ثلاثة ملايين منهم من أمراض مرتبطة بالعامل البرتقالي. يقدّر الصليب الأحمر الفيتنامي أن ما يصل إلى مليون شخص يعانون من تشوهات أو مشاكل صحية نتيجة لهذا التعرض.

في المقابل، شككت حكومة الولايات المتحدة في هذه الأرقام، واعتبرتها غير موثوقة، لكنها وثقت حالات سرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية "هودجكين" وأنواع أخرى من السرطان لدى قدامى المحاربين الأمريكيين الذين تعرضوا للعامل البرتقالي. وأظهرت دراسة وبائية أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) زيادة في معدل التشوهات الخلقية بين أطفال العسكريين نتيجة تعرضهم للعامل البرتقالي.

لم تقتصر آثار العامل البرتقالي على البشر فحسب، بل امتدت أيضًا لتشمل البيئة. فقد تسبب في أضرار بيئية جسيمة في فيتنام، حيث أُزيلت أوراق الأشجار من أكثر من 3.1 مليون هكتار (ما يعادل 31,000 كيلومتر مربع) من الغابات. كما أدت المواد الكيميائية المتساقطة إلى تآكل الغطاء الشجري وشتلات الغابات، مما جعل عملية إعادة التحريج في العديد من المناطق صعبة للغاية. وقد أدى هذا الأمر إلى انخفاض حاد في تنوع الأنواع الحيوانية في المناطق التي تعرضت للرش مقارنةً بالمناطق التي لم تتعرض له.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء ترك رسالتك وفق معاييرك التربوية