العرب
العرب فرع من الشعوب السامية تتركز أساساً في
منطقة المنطقة العربية في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا إضافة إلى الساحل أفريقيا
الشرقي لأفريقيا و كأقليات في إيران وتركيا ودول المهجر، واحدهم عربي ويتحدد هذا
المعنى على خلفيات إثنية ولغوية وثقافية
سياسياً العربي هو كل شخص لغته الأم العربية و والده عربي وينتمي يجنسيته إلى أحد
الدول العربية وعلى الرغم من ذلك فتواجد أقليات عربية وبأعداد معتبره في
الأمريكيتين وفي أوروبا وإيران وتركيا.
العرب في اللغة
ادة ع ر ب في (لسان العرب):
العُرْبُ والعَرَبُ : جِيْلٌ من الناس معروف ، خِلافُ العَجَم ، وهما واحدٌ ، مثل
العُجْمِ والعَجَم ، مؤنث ، وتصغيره بغير هاء نادر .
والعَرَبُ العارِبة : هم الخُلَّصُ منهم ، وأُخِذ من لَفْظه فأُكِّدَ به ، كقولك
لَيلٌ لائِلٌ ؛ تقول : عَرَبٌ عارِبةٌ وعَرْباءُ : صُرَحاءُ . ومُتَعَرِّبةُ
ومُسْتَعْرِبةٌ : دُخَلاءُ، ليسوا بخُلَّصٍ . والعربي منسوب إلى العرب ، وإن لم يكن
بدوياً. والأعرابي : البدوي ؛ وهم الأعراب ؛ والأعاريب : جمع الأعراب . وجاء في
الشعر الفصيح الأعاريب ، وقيل : ليس الأعراب جمعاً لعرب ، كما كان الأنباط جمعاً
لنبطٍ ، وإنما العرب اسم جنس .
والنسب إلى الأعراب : أعرابي ؛ قال سيبويه إنما قيل في النسب إلى الأعراب أعرابي ،
لأنه لا واحد له على هذا المعنى . ألا ترى أنك تقول العرب ، فلا يكون على هذا
المعنى ؟ فهذا يقويه . وعربي : بين العروبة والعروبية ، وهما من المصادر التي لا
أفعال لها
وحكى الأزهري : رجل عربي إذا كان نسبه في العرب ثابتاً ، وإن لم يكن فصيحاً ، وجمعه
العرب ، كما يقال : رجل مجوسي ويهودي ، والجمع ، بحذف ياء النسبة ، اليهود والمجوس
. ورجل معرب إذا كان فصيحاً ، وإن كان عجمي النسب .
ورجل أعرابي ، بالألف ، إذا كان بدوياً ، صاحب نجعة وانتواء وارتياد للكلإ ، وتتبع
لمساقط الغيث ، وسواء كان من العرب أو من مواليهم . ويجمع الأعرابي على الأعراب
والأعاريب . والأعرابي إذا قيل له : يا عربي ! فرح بذلك وهش له . والعربي إذا قيل
له : يا أعرابي ! غضب له . فمن نزل البادية ، أو جاور البادين وظعن بظعنهم ، وانتوى
بانتوائهم : فهم أعراب ؛ ومن نزل بلاد الريف واستوطن مدن والقرى العربية وغيرها ممن
ينتمي إلى العرب : فهم عرب ، وإن لم يكونوا فصحاء .
وقول اللّه ، عز وجل : قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا ،قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا، وَلَكِن
قُولُوا أَسْلَمْنَا . فهؤلاء قوم من بوادي العرب قدموا على النبي ، صلى اللّه عليه
وسلم ، المدينة، طمعاً في الصدقات ، لا رغبة في الإسلام ، فسماهم اللّه تعالى العرب
؛ ومثلْهم الذين ذكرهم اللّه في سورة التوبة، فقال : الأَعْرابُ أَشدّ كُفراً
ونِفاقاً ؛ الآية .
قال الأزهري : والذي لا يفرق بين العربي والأعراب والعربي والأعرابي ، ربما تحامل
على العرب بما يتأوله في هذه الآية ، وهو لا يميز بين العرب والأعراب ، ولا يجوز أن
يقال للمهاجرين والأنصار أعراب ، إنما هم عرب لأنهم استوطنوا القرى العربية ،
وسكنوا المدن ، سواء منهم الناشئ بالبدو ثم استوطن القرى ، والناشئ بمكة ثم هاجر
إلى المدينة ، فإن لحقت طائفة منهم بأهل البدو بعد هجرتهم ، واقتنوا نعماً ، ورعوا
مساقط الغيث بعد ما كانوا حاضرة أو مهاجرة ، قيل : قد تعربوا أي صاروا أعراباً ،
بعدما كانوا عرباً .
وفي الحديث : تمثل في خطبته مهاجر ليس بأعرابي ؛ جعل المهاجر ضد الأعرابي . قال :
والأعراب ساكنو البادية من العرب الذين لا يقيمون في الأمصار ، ولا يدخلونها إلا
لحاجة . والعرب : هذا الجيل، لا واحد له من لفظه ، وسواء أقام بالبادية والمدن ،
والنسبة إليهما أعرابيٌّ وعربيٌّ .
وتعرب أي تشبه بالعرب ، وتعرب بعد هجرته أي صار أعرابياً .
والعربية : هي هذه اللغة .واختلف الناس في العرب لم سموا عرباً فقال بعضهم : أول من
أنطق اللّه لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان، وهو أبو اليمن كلهم ، وهم العرب
العاربة ، ونشأ إسمعيل ابن إبراهيم ، عليهما السلام ، معهم فتكلم بلسانهم ، فهو
وأولاده : العرب المستعربة ؛ وقيل : إن أولاد إسمعيل نشؤوا بعربة ، وهي من تهامة ،
فنسبوا إلى بلدهم . وروي عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أنه قال : خمسة أنبياء
من العرب ، وهم : محمد ، وإسمعيل ، وشعيب ، وصالح ، وهود ، صلوات اللّه عليهم .
وهذا يدل على أن لسان العرب قديم . وهؤلاء الأنبياء كلهم كانوا يسكنون بلاد العرب ؛
فكان شعيب وقومه بأرض مدين ، وكان صالح وقومه بأرض ثمود ينزلون بناحية الحجر ، وكان
هود وقومه عاد ينزلون الأحقاف من رمال اليمن ، وكانوا أهل عمدٍ ، وكان إسمعيل ابن
إبراهيم والنبي المصطفى محمد ، صلى اللّه عليهم وسلم ، من سكان الحرم . وكل من سكن
بلاد العرب وجزريتها ونطق بلسان أهلها ، فهم عرب يمنهم ومعدهم . قال الأزهري :
والأقرب عندي أنهم سموا عرباً باسم بلدهم العربات . وقال إسحق ابن الفرج : عربة
باحة العرب ، وباحة دار أبي الفصاحة إسمعيل ابن إبراهيم ، عليهما السلام ، وفيها
يقول قائلهم : وعربة أرض ما يحل حرامها ، * من الناس ، إلا اللوذعي الحلاحل يعني
النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أحلت له مكة ساعة من نهارٍ ، ثم هي حرام إلى يوم
القيامة . قال : واضطر الشاعر إلى تسكين الراء من عربة، فسكنها ؛ وأنشد قول الآخر :
ورجت باحة العربات رجا ، * ترقرق ، في مناكبها ،الدماءُ قال : وأقامت قريش بعربة
فتنخت بها ، وانتشر سائر العرب في جزيرتها ، فنسبوا كلهم إلى عربة ، لأن أباهم
إسمعيل ، صلى اللّه عليه وسلم ، بها نشأ ، وربل أولاده فيها ، فكثروا ، فلما لم
تحتملهم البلاد ، انتشروا وأقامت قريش بها . وروي عن أبي بكر الصديق ، رضي اللّه
عنه ، أنه قال : قريش هم أوسط العرب في العرب داراً ، وأحسنه جواراً ، وأعربه ألسنة
.
وقال قتادة : كانت قريش تجتبي ، أي تختار ، أفضل لغات العرب ، حتى صار أفضل لغاتها
لغتها، فنزل القرآن بها . قال الأزهري : وجعل اللّه ، عز وجل ، القرآن المنزل على
النبي المرسل محمد ، صلى اللّه عليه وسلم ، عربياً، لأنه نسبه إلى العرب الذين
أنزله بلسانهم ، وهم النبي والمهاجرون والأنصار الذين صيغة لسانهم لغة العرب ، في
باديتها وقراها ،العربية ؛ وجعل النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، عربياً لأنه من صريح
العرب ، ولو أن قوماً من الأعراب الذين يسكنون البادية حضروا القرى العربية وغيرها
، وتناءوا معهم فيها ، سموا عرباً ولم يسموا أعراباً . وتقول : رجل عربي اللسان إذا
كان فصيحاً ؛ وقال الليث : يجوز أن يقال رجل عرباني اللسان . قال : والعرب
المستعربة هم الذين دخلوا فيهم بعد ، فاستعربوا. قال الأزهري : المستعربة عندي قوم
من العجم دخلوا في العرب، فتكلموا بلسانهم ،وحكوا هيئاتهم ، وليسوا بصرحاء فيهم .
وقال الليث : تعربوا مثل استعربوا . قال الأزهري : ويكون التعرب أن يرجع إلى
البادية ، بعدما كان مقيماً بالحضر ، فيلحق بالأعراب . ويكون التعرب المقام
بالبادية ، ومنه قول الشاعر : تعرب آبائي ! فهلا وقاهم ، * من الموت ، رملاً وزرود
يقول : أقام آبائي بالبادية ، ولم يحضروا القرى . وروي عن النبي ، صلى اللّه عليه
وسلم ، أنه قال : الثيب تعرب عن نفسها أي تفصح. وفي حديث آخر : الثيب يعرب عنها
لسانها ، والبكر تستأمر في نفسها . وقال أبو عبيد : هذا الحرف جاء في الحديث يعرب ،
بالتخفيف .وقال الفراء : إنما هو يعرب ، بالتشديد . يقال : عربت عن القوم إذا تكلمت
عنهم ، واحتججت لهم ؛ وقيل : إن أعرب بمعنى عرب
وقال أبو زيد الأنصاري : يقال أعرب الأعجمي إعراباً ، وتعرب تعرباً ، واستعرب
استعراباً : كل ذلك للأغتم دون الصبي . قال : وأفصح الصبي في منطقه إذا فهمت ما
يقول أول ما يتكلم . وأفصح الأغتم إفصاحاً مثله . ويقال للعربي أفصح لي أي أبن لي
كلامك . وأعرب الكلام ، وأعرب به : بينه ؛ أنشد أبو زياد : وإني لأكني عن
قذوربغيرها ، * وأعرب أحياناً ، بها ، فأصارح . وعربه كأعربه . وأعرب بحجته أي أفصح
بها ولم يتقِّ أحداً ؛ قال الكميت : وجدنا لكم ، في آل حمِ ، آية ، * تأولها منا
تقيٌّ معربُ هكذا أنشده سيبويه كَمُكَلِّمٍ .
يعرب عرباً وعروباً ، عن ثعلب ، وعروبة وعرابة وعروبية ، كفصح . وعرب إذا فصح بعد
لكنة في لسانه . ورجل عريب معرب . وعرّبه : علمه العربية .
والتعريب : أن يتخذ فرساً عربياً . ورجل معربٌ : معه فرسٌ عربيٌّ . وفرسٌ معربٌ :
خلصتْ عربيتهُ وعرّب الفرسَ : بزَّغَهُ ، وذلك أنْ تنسفَ أسفلَ حافرهُ ؛ ومعناهُ
أنهُ قدْ بانَ بذلك ما كان خفيّاً من أمرهِ ، لظهورهِ إلى مرآةِ العينِ ، بعد ما
كان مستوراً ، وبذلك تُعرفُ حالهُ أصلبٌ هو أم رِخْوٌ ، وصحيح هو أم سقيم . قال
الأزهريُّ : والتعريبُ ، تعريبُ الفرسِ، وهو أن يكوى على أشاعر حافره ، في مواضعَ
ثمَّ يُبزَغُ بمَبْزِغٍ بَزْغَاً رفيقاً ، لا يؤثر في عصبه ليشتدّ أشعره .
الاصول :
سكن العرب شبه الجزيرة العربية وأطراف الشام والعراق قبل الإسلام وقد كان العرب
ينسبون أنفسهم إلى قوم عاد الذين كانوا يسكنون منطقة يقال لها الأحقاف ( الربع
الخالي أو ظفار ..)، وقوم ثمود الذين كانوا ينحتون الجبال، والعماليق (الكنعانيين
والأموريين).
ويذكر ابن خلدون قوم ثمود وعاد في كتابة (تاريخ ابن خلدون) ما يوحي له بذلك وهو
يتكلم عن العرب القدماء فيقول: إنهم انتقلوا إلى جزيرة العرب من بابل لما زاحمهم
فيها بنو حام فسكنوا جزيرة العرب بادية مخيمين ثم كان لكل فرقة منهم ملوك وآطام
وقصور، ويقول فعاد وثمود والعماليق وأُميم وجاسم وعبيل وجديس وطسم هم العرب.
وما عن تسمية العرب بالعرب ففي لغة الساميين العرب لها معنيين أحدهما يدل على العرق
والآخر يدل على نمط الحياة "الاعراب", واما المؤرخ أبو محمد الهمداني فيذكر أنهم
سموا بالأصل (غربا) لسكناهم منطقة غرب العراق بعد الطوفان وان كلمة غربا تحولت إلى
عرباً بعد تبلل الألسن، وهناك رواية للمسعودي يذكر فيها أن أول سمي بالعرب هم بني
إسماعيل لسكناهم واحة يقال لها عربة، وبعد انتشار بني إسماعيل بين القبائل وسائر
شعوب الجزيرة غلبت تسمية العرب على بنو سام.
ويقال أيضا انهم من نسلق قحطان الذي يقال بأنه ابن نبي الله هود عليه السلام فقد
اختلف النسابون في نسب قحطان، فذكر الطبري في تاريخه، وابن خلدون في تاريخه أنه ابن
عابر بن شالخ وذكرا غير ذلك من الأقوال، وذكر ابن خلدون أن هذا القول هو الأصح، وقد
ذكر الخطيب في تاريخ بغداد، والذهبي في السير، والعيني في شرح البخاري، وابن هبة
الله في تاريخ دمشق، وابن كثير في البداية والنهاية، أن عابرا الذي ينسب إليه قحطان
هو نبي الله هود عليه الصلاة والسلام
اللغة العربية الحديثة
تطورت اللغة العربية الحديثة عبر مئات السنين، وبعد مرور أكثر من ألفي سنة من
ولادتها أصبحت - قبيل الإسلام - تسمى لغة ( مضر )، وتستخدم في شمال الجزيرة، وقد
قضت على اللغات العربية الشمالية القديمة وحلت محلها، بينما كانت تسمى اللغة
العربية الجنوبية القديمة لغة حمير نسبة إلى أعظم ممالك اليمن حينذاك، وما كاد
النصف الأول للألفية الأولى للميلاد ينقضي حتى كانت هناك لغة لقريش، ولغة لربيعة،
ولغة لقضاعة، وهذه تسمى لغات وإن كانت مازالت في ذلك الطور لهجات فحسب، ويفهم كل
قوم غيرهم بسهولة، كما كانوا يفهمون لغة حمير أيضاً وإن كان بشكل أقل، وكان نزول
القرآن في تلك الفترة هو الحدث العظيم الذي خلد إحدى لغات العرب حينذاك، وهي اللغة
التي نزل بها - والتي كانت أرقى لغات العرب - وهي لغة قريش، وسميت لغة قريش منذ ذلك
الحين باللغة العربية الفصحى، يقول الله تعالى في القرآن الكريم (( وكذلك أنزلناه
حكماً عربياً )) الرعد:37، (( وهذا كتاب مصدق لما بين يديه لسانا عربيا ))
الأحقاف:12، (( بلسان عربي مبين)) النحل:103. ((كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ
قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُون ))(فصلت3 ).
يتكلم العرب اليوم اللغة العربية، وهي من اللغات السامية. ويطلق عليها لغة الضاد
لتفردها بهذا الحرف، وهي مكونة من 28 حرفا. وتعد من أقدم اللغات الحية حالياً. ،وتنقسم
اللغة الفصحى إلى سبع أو عشر لهجات فصحى يقرأ بها القرآن الكريم. ويتكلم العرب
المعاصرون العربية الفصحى ولهجات عامية متنوعة إلا أنها متقاربة.
الدين
كان العرب على دين إبراهيم الحنيف موحدين يعبدون الله وحده ولكن مع الزمن انتشرت
الوثنية وعبادة الاصنام فيما بينهم بينهم وعبدوا أصنام مثل اللات والعزى وهبل وذو
الشرى. بينما اعتنق بعضهم المسيحية خصوصا في ظفار عاصمة مملكة حمير وفي نجران وشرق
الجزيرة العربية وبعض القبائل العربية كذلك و اعتنق عدد قليل اليهودية في وادي
القرى وأجزاء من اليمن ويثرب. مع بقاء قلة منهم على دين إبراهيم إلى أن جاء الإسلام
في القرن السابع الميلادي فترك العرب الوثنية بشكل كلي.
في الوقت الحاضر معظم العرب مسلمون؛ وهناك عرب مسيحيون، والقليل من اليهود في اليمن
والمغرب
الحالة الاجتماعية
في العصر الجاهلي كان سكان الجزيرة العربية يتبعون التقسيمات القبيلة، سواءا
للأعراب او حتى للممالك المتحضرة التي نشأت بالجزيرة، كمملكة اليمن في الجنوب
ومملكة الحيرة في الشمال الشرقي، ومملكة الغساسنة في الشمال الغربي ومملكة كندة في
نجد وسط جزيرة العرب, وقد تتشارك قبيلتين في حكم مدينة ما ممثلين بأشرافهم, ولكن
بعد الإسلام فقد سيطرت القيم الإسلامية على المجتمعات العربية وأصبحت قيمها مرتبطة
بالدين وتتميز بالمحافظة على الشرف والكرامة الإنسانية.
الاحوال الاقتصادية
للجزيرة العربية موقع مميز بين شرق آسيا وافريقيا جعلها مؤهلة لأن تحتل مركزا
متقدما في التجارة الدولية آنذاك. وكان الذين يمارسون التجارة من سكان الجزيرة
العربية هم أهل المدن، ولا سيما أهل مكة فقد كان لهم مركزٌ ممتازٌ في التجارة، وكان
لهم بحكم كونهم أهل الحرم منزلة في نفوس العرب فلا يعرضون لهم، ولا لتجارتهم بسوء.
وكانت لقريش رحلتان عظيمتان شهيرتان: رحلة الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى الشام،
يذهبون فيها آمنين بينما الناس يتخطفون من حولهم، هذا عدا الرحلات الأخرى التي
يقومون بها طوال العام، وذكرت تلك الرحلتان في القرآن الكريم: (لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ
* اِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا
الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ *) [قريش:
1-4].
وكانت القوافل تحمل الطيب والبخور، والصمغ، واللبان، والتوابل والتمور، والروائح
العطرية، والأخشاب الزكية، والعاج، والأبنوس، والخرز، والجلود، والبرود اليمنية
والأنسجة الحريرية، والأسلحة وغيرها مما يوجد في شبه الجزيرة، أو يكون مستوردًا من
خارجها، ثم تذهب به إلى الشام ثم تعود محملة بخيرات الشام مثل القمح، والحبوب،
والزبيب، والفواكة والزيتون، والمنسوجات الشامية و غيرها. واشتهر اليمنيون بالتجارة،
وكان نشاطهم في البر وفي البحار، فسافروا إلى سواحل إفريقيا وإلى الهند وإندونيسيا،
وسومطرة وغيرها من بلاد آسيا، وجزر المحيط الهندي أو البحر العربي كما يسمى، وقد
كان لهم فضل كبير بعد اعتناقهم الإسلام، في نشره في هذه الأقطار.
وكان للعرب أسواق مشهورة: عكاظ، ومجنة، وذو المجاز، وعدن، ومكة وبدر، وحجر اليمامة،
وهجر البحرين، ويذكر بعض المؤلفين في أخبار مكة أن العرب كانوا يقيمون بعكاظ هلال
ذي القعدة، ثم يذهبون منه إلى مجنة بعد مضي عشرين يوما من ذي القعدة، فإذا رأوا
هلال ذي الحجة ذهبوا إلى ذي المجاز فلبثوا فيها ثماني ليال، ثم يذهبون إلى عرفة.
وقد استمرت هذه الأسواق في الإسلام إلى حين من الدهر ثم دَرَست، ولم تكن هذه
الأسواق للتجارة فحسب، بل كانت أسواقا للأدب والشعر والخطابة يجتمع فيها فحول
الشعراء ومصاقع الخطباء، ويتبارون فيها في ذكر أنسابهم، ومفاخرهم، ومآثرهم، وبذلك
كانت ثروة كبرى للغة، والأدب، إلى جانب كـونها ثـروة تجارية.
التراث
عُرِف العرب بأنهم أشهر أهل الأرض اعتزازًا بلغتهم التي نزل بها القرآن الكريم ،لذا
فإن العرب يشتهرون كثيرًا بفنون الشعر والنثر وتحوي الدواوين الشعرية العربية
ملايين القصائد، كما يتميز العرب بأن الشعر لديهم ذو أهمية حتى على المستويات
الشعبية الأمية وغير المثقفة، في ما يسمى بالشعر الشعبي المنتشر منذ قرون في أوساط
أبناء القبائل العربية، في العراق ودول الخليج وليبيا والأردن وفي مناطق في المغرب
وسوريا وتونس والجزائر.
ومن أجمل أنواع الخيول عالميا الخيول العربية التي ارتبطت بشخصية الفرد العربي
وثقافته.
علوم العرب
كان فيهم أطباء كالحارث بن كلدة، ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الصغرى و وكان
طبهم مبنيا على التجارب التي اكتسبوها من الحياة والبيئة والظروف المناخية.
ونبغوافي الرياضيات والهندسة ومن هؤلاء ابن الهيثم والذي لا تزال اكتشافاته في علم
الجبر وحساب المثلثات تستعمل حتى اليوم كما نبغوا في الآداب والفنون كالشعر والفلك
وعلم الأنساب والعلم بأنواعه كعلم الكواكب والتواريخ وتعبير الرؤيا وكان فيهم من
مَهَر في علم قص الأثر، وهو القيافة وهو متابعة أثر الماشي في الرمل حتى يعلموا إلى
أين ذهب وهو ضرب من القيافة إلى غير ذلك من العلوم التي درس أكثرها. من الجدير
بالذكر بأن دخول اللإسلام لبلاد العرب كان له نهضة كبيرة وأدى إلى انفتاح كبير إلى
العلوم المختلفة فنبعت أفواج من العلماء في مجالات الطب والكيمياء والفلك وغيرها.
السكن
أغلب العرب يقيمون في الدول العربية، وهناك أقليات في إيران وتركيا وأوروبا
والأمريكتين وأستراليا، حيث قدرت الإحصاءات عددهم سنة 2006مابين 350 إلى 442 مليون
نسمة في أنحاء العالم. هاجر الكثير من العرب إلى دول عديدة أبرزها البرازيل،
بريطانيا، كندا، فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية.
السياسية
جامعة الدول العربية هي منظمة تضم دول في الشرق الأوسط وأفريقيا ويعتبر أعضاؤها
دولا عربية، ينص ميثاقها على التنسيق بين الدول الأعضاء في الشؤون الاقتصادية، من
ضمها العلاقات التجارية، الاتصالات، العلاقات الثقافية، الجنسيات ووثائق وأذونات
السفر والعلاقات الاجتماعية والصحة. المقر الدائم لجامعة الدول العربية هو مدينة
القاهرة، مصر. وأمينها العام هو عمرو موسى. المجموع الكلي لمساحة الدول الأعضاء في
المنظمة 13,953,041 كم² وتشير إحصاءات 2006 إلى وجود 422 مليون نسمة فيها، حيث أن
مجموع مساحة الوطن العربي هو الثاني عالميا بعد روسيا ومجموع سكانها هو الثالث
عالميا بعد الصين والهند.
الاقتصاد
ترتكز الاقتصاديات العربية كثيراً على التصدير لاسيما النفط والغاز والتمر
والصناعات التحويلية وبعض الصناعات الثقيلة، والعقارات ، ومداخيل المعابر الملاحية
، والسياحة من أهم عناصر الاقتصاد في العالم العربي.
ردود على "العرب"
أترك تعليقا
الرجاء ترك رسالتك وفق معاييرك التربوية