مغالطة عبء الإثبات (أو مغالطة عبء البرهان)
مغالطة عبء الإثبات (أو مغالطة عبء البرهان) هي مصطلح منطقي يستخدم لوصف حالة يُلقى فيها على شخص مسؤولية تقديم دليل أو برهان على ادعاء معين، في حين أن هذا العبء يجب أن يكون على الطرف الذي يطرح الادعاء بالأساس. هذا المسمى يعتبر دقيقاً إلى حد كبير في الفلسفة وعلم المنطق لأنه يشير إلى تحميل الشخص الخاطئ مسؤولية الإثبات.
تعريف:
عبء الإثبات هو المسؤولية التي تقع على عاتق الشخص الذي يدعي صحة شيء معين ليقدم الأدلة والبراهين لدعم ادعائه. إذا كان الشخص يدعي ادعاءً غير بديهي أو مخالفاً للمعرفة الشائعة، فإنه يتحمل عبء تقديم الأدلة الكافية لإقناع الآخرين بصحة ادعائه.
المغالطة:
تحدث مغالطة عبء الإثبات عندما يُطلب من الطرف الآخر أن يثبت عدم صحة الادعاء بدلاً من إثبات صاحب الادعاء صحته. أي أنه بدلاً من أن يقوم المدعي بتقديم الأدلة لإثبات صحة قوله، يلقي عبء الإثبات على من يشكك أو يعارض ادعاءه.
أمثلة:
ادعاء بوجود الكائنات الفضائية: شخص يقول: "الكائنات الفضائية موجودة". وعندما يُطلب منه دليل، يرد: "أثبت لي أنها غير موجودة!". هنا الشخص الذي يدعي وجود الكائنات الفضائية هو الذي يجب عليه تقديم الأدلة لإثبات ادعائه، وليس على الطرف الآخر إثبات عدم وجودها.
ادعاء بوجود الأشباح: شخص يدعي: "الأشباح موجودة". وإذا اعترض شخص آخر قائلاً إنه لا يصدق وجودها، يرد الأول: "أثبت لي أن الأشباح غير موجودة". هذا يعد مثالا على مغالطة عبء الإثبات، لأن الشخص الذي يزعم وجود الأشباح هو الذي عليه تقديم الدليل.
ادعاء ديني: شخص يقول: "يجب أن تؤمن بوجود إله، وإذا كنت لا تؤمن، أثبت لي أنه لا يوجد إله". هنا أيضًا الشخص الذي يقدم الادعاء بوجود الإله هو الذي يحمل عبء الإثبات، وليس على الشخص غير المؤمن إثبات العكس.
لماذا تعتبر مغالطة؟
تعتبر هذه مغالطة لأن القواعد المنطقية تقول إنه يجب على من يقدم ادعاءً غير بديهي أو غريب أو يخالف المعرفة الشائعة أن يدعمه بالأدلة، وليس على الطرف الآخر نفيه. على سبيل المثال، لو ادعى شخص أن لديه حيوانًا أليفًا غير مرئي لا يمكن رؤيته أو لمسه، سيكون من غير المنطقي أن يُطلب من الآخرين إثبات عدم وجود هذا الحيوان؛ بل عليه هو أن يقدم الدليل على وجوده.
المغالطة في النقاشات:
تظهر مغالطة عبء الإثبات كثيراً في النقاشات، خصوصاً في القضايا المثيرة للجدل مثل الدين، السياسة، والعلوم الزائفة. الطرف الذي يقدم الادعاء غالباً ما يحاول التخلص من عبء تقديم الأدلة بإلقاء هذا العبء على الطرف الآخر، مما يضعه في موقف دفاعي غير عادل.
الخلاصة:
مغالطة عبء الإثبات تتعلق بمسؤولية تقديم الأدلة عند تقديم ادعاء ما، ويجب أن يكون الشخص الذي يطرح الفكرة أو النظرية هو من يتحمل هذه المسؤولية، وليس على الطرف الذي يعارض الفكرة أو يشكك فيها.
ردود على "مغالطة عبء الإثبات (أو مغالطة عبء البرهان)"
أترك تعليقا
الرجاء ترك رسالتك وفق معاييرك التربوية