سورية محمية بالقوى الخيرة والتآمر الأميركي- الأوروبي محكوم بالفشل
دائماً أميركا هي سبب المشاكل في المسرح الدولي، ولاسيما ما يجري الآن من تحركات مشبوهة في سورية بإيعاز من الدوائر الاستعمارية المعادية للأمة. الطامة الكبرى هي أنه عندما تنشب الاضطرابات والفوضى في منطقة ما، فإنها تسارع إلى تنصيب نفسها قاضياً وحكماً دون أن يطلب أحد منها ذلك، وكأنها إله يأمر وينهي وعلى الآخرين السمع والطاعة. إن الولايات المتحدة وحكوماتها تتناسى سجلها الإجرامي الرهيب في أنحاء العالم وخاصة خلال العقود السبعة الماضية، وتتجاهل كيف أنها تدوس بأقدامها كل المعاهدات والقرارات الدولية، ولاسيما ميثاق الأمم المتحدة... إنها لم تستح قط حينما زحفت بجيوشها الهمجية وأسلحتها التدميرية إلى أفغانستان والعراق وباكستان وليبيا، تحت ذرائع مثيرة للسخرية ولا يقبلها أي منطق دولي أو إنساني. لقد أقدمت واشنطن وحليفاتها في حلف الناتو على كل هذه الإجراءات المنافية للقانون الدولي، عن سابق قصد بناءً على مكر السوء، ولا يحيق هذا المكر إلا بأهله، لأن شبح الضحايا الذين سحقتهم ماكينة الحرب الأميركية- الأوروبية في البلدان المحتلة، سيظل يطاردهم ويقض مضجعهم، ويحول أحلامهم النرجسية إلى هباء وربما في القريب العاجل. ثمة سؤال عقلاني يطرحه العالم جميعاً هذه الأيام، وهو: ما المغزى من هذا التكالب المسعور أميركياً وأوروبياً وإسرائيلياً، على سورية؟! وهل يستحق هذا البلد الجميل بأهله وطبيعته وأمنه وأمانه، أن يصير ساحة حرب ومنطقة متوترة توضع لاحقاً- حسب الإرادة الغربية- في لائحة المناطق الخارجة على القانون؟! واضح أن المخطط الاستكباري الأميركي- الصهيوني، وضع في حساباته تحويل سورية الحضارة والمدنية، إلى مرتع للمافيا الدولية، والمخابرات الغربية والإسرائيلية، ومعقل للمجموعات المتطرفة التكفيرية المسلحة، وأوكار لقطاع الطرق واللصوص الجهلة وفي كل الأحوال فإن مجمل هؤلاء المتواطئين على الشقيقة سورية، يمثلون شبكة إرهابية عالمية مجردة من أي قيمة دينية وإنسانية وأخلاقية، علماً أن الهدف الجامع والقاسم المشترك بالنسبة إليهم، هو أن تقر عيون الصهاينة الغاصبين لفلسطين والجنوب اللبناني والجولان السوري، والعاملين ليل نهار على تلغيم البلدان العربية والإسلامية بالفتن والأزمات والنزاعات. لكن على أميركا وأوروبا وبعض الأطراف الإقليمية المتواطئة مع المشروع الغربي- الإسرائيلي، أن يعلموا أن القوى الخيرة والمناضلة والتحررية، تقف جنباً إلى جنب مع دمشق، وهي لن تدخر جهداً في معاضدتها أمام هذا التآمر المفتوح، فسورية بشار حافظ الأسد، تمثل قطب الرحى في خندق مواجهة الاستكبار الدولي البغيض، وبذلك فإنه لا غنى عنها في جهة المقاومة والتعدي للغة الغطرسة والعربدة الغربية التي توهم العالم كذباً بأنها حمامة سلام، وداعية للحريات والديمقراطية في الشرق الأوسط. وبصراحة ينبغي التأكيد أن من يحلم بتغيير هذه الحقيقة الساطعة، ويسعى للعبث بأمن سورية واستقرارها بدعاوى زائفة، ويقوم بتجنيد عصابات مسلحة تسرّبت إلى هذا البلد الذي يعتبر مهوى أفئدة عشاق الطمأنينة والسلام وكرم الضيافة، فإن عليه أن يواجه ما لا تحمد عقباه، ويستعد لتسديد ضريبة كبرى باعتبار أن دون تحقق هذا التآمر الخبيث، بحار من الصعاب والتعقيدات، التي ربما تسوق المراهنين على ممارسة هذه اللعبة القذرة، إلى هاوية الندامة والسقوط والفضيحة أمام المجتمع الدولي، وهو أمر لن يكون بعيداً إطلاقاً. إن الكثيرين يعلمون جيداً أن المصاعب الحياتية والمشاكل السياسية الداخلية، ليست وليدة الساعة، والمؤكد أنها شأن داخلي بحت يتحمل الشعب السوري وقيادته المخلصة، مسؤولية إيجاد الحلول الناجعة لها بعيداً عن التدخلات الأجنبية والحروب السياسية والدعائية التي هي بمثابة صب الزيت على النار، في وقت أحوج ما تكون فيه سورية إلى تهدئة الخواطر وضبط النفس لوضع نهاية مرضية للأزمة الراهنة فيها. فلقد حققت قيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد في السنوات العشر الماضية، إنجازات مثيرة للاهتمام، وجديرة بالتقدير، لأنها فرضت احترام الدور الحضاري السوري على العالم حكومات وشعوباً ومنظمات دولية، وقد اعترف بفاعليتها الأعداء قبل الأصدقاء. كما أن الإجراءات الإصلاحية والمراسيم الرئاسية الأخيرة، أتت تتويجاً لهذه المسيرة التنموية والتحديثية، بدافع إعطاء مزيد من الزخم والحيوية للخطوات التغييرية في البلاد على مستويات تأمين الرفاهية والمساواة والتقدم، وتفعيل الحياة السياسية، وإطلاق التعددية والحريات الفكرية على أسس متينة وقواعد سليمة وحركة متئدة، بمنأى عن أيِّ إفراط أو تفريط، أو تسرع ربما يكون غير محمود العواقب. ومن الواضح أن ثمة أطرافاً إقليمية معروفة بنوازعها الشريرة، كانت قد باعت نفسها منذ زمن طويل، للمشروع الأميركي- الصهيوني، وخصصت أموالاً طائلة تعود لشعوبها، إلى جانب استغلالها إمكاناتهم الإعلامية والدعائية، ووضعتها في خدمة هذا المشروع الكيدي المعادي الذي يصب حالياً جام أحقاده وكراهيته وإرهابه، على سورية وذلك بسبب صمودها وممانعتها، وهي تمني النفس للانتقام منها، نظراً لدورها التاريخي النبيل في نصرة المقاومة المؤمنة الباسلة في لبنان وفلسطين، والتي ألحقت هزيمة العمر بالعدو الصهيوني، وكشفت النقاب عن زيف غطرسته المزعومة، التي حولها أطفال المسلمين والعرب إلى نكتة مثيرة للهزل والاستهزاء. وفي ضوء هذا الواقع البيِّن، يدرك المرء المتأمل أبعاد الحملة المسعورة الراهنة ضد سورية وشعبها الكريم، وقيادتها المناضلة، فالجميع عارفون تماماً بأهدافها التخريبية وسلوكياتها التشهيرية، وهم موقنون وبشكل لا لبس فيه، بأن أميركا التي تتزعم الإرهاب الدولي في العالم الراهن، ليست أهلاً لصدور الخير والأمل والنجاة للأمم والشعب، ولا هي جديرة بتوفير الحريات والديمقراطيات والتعدديات السياسية، في سورية ولا في غيرها، لأن دورها المخزي والظالم في حماية الكيان الصهيوني المحتل، ودعم جرائمه ومجازره المروعة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، إلى جانب تغاضيه المشين عن عمليات توسيع المستوطنات وإلقاء السكان الأصليين في فلسطين والجولان السوري بالعراء، يبرهن زيف مزاعمها بالدفاع عن حقوق الإنسان ودعاواها بالعمل على إرساء السلام والتعايش الطبيعي في الشرق الأوسط، الأمر الذي يضعها في خانة الأعداء الألداء للعرب والمسلمين وإلى الأبد.
ردود على "سورية محمية بالقوى الخيرة والتآمر الأميركي- الأوروبي محكوم بالفشل"
أترك تعليقا
الرجاء ترك رسالتك وفق معاييرك التربوية